تحدثت إلي و شعرها ينساب على كتفيها تجلس مستقيمة و تلف الساق بالساق ، ثم تقول
" حكا كتير شغلات والله " كتير حكي ، كان يحلم بي ، يرسم خيالي على الطرقات يكتب لأني موجودة و يكمل السير على أملِ أن أقبل به في حياتي . تحدثت و عينيها تغمضان برفق وكأنها تخبىء فيهما شيء تخاف أن يقع تميل برأسها لليمين و تبتسم ببطء فجأةً لا كشيء ثقيل بل كشيء تتدفق فيه الحياة و اليقظة لتوها مثلما يفرد طفل يديه الصغيرتين وكما تميل شجرة الياسمين بروية و هدوء في صباحات الشتاء وكما يبكي مسن يمنع البكاء فيغالبه وينكشف . قلتُ : لم أركِ تتحدثين عن أحدِ بهذه الطريقة طوال حياتي إلا مرة واحدة و أنتِ تتحدثين عن والدك قرب نافذة الصف ، ذات الحياة تدفق بروية كي لا تجرفك وتقتلك . كان المشهد يترك في نفسي ذات الأثر الذي يتركه مشهد لوردة تتفتّح ببطىء أو لفراشة تفرد جناحيها على مهل شديد .
فكرّت بعدما طلبت مني البنت أن أكتب عنها في الوقت الذي تحدثت هي فيه ، قلت كيف أبدو حينما أتحدث أنا عنك ؟
وجهك ، وجه الطفل الواقفُ على مفترق الطريق السريع وكأنه دليل للمسافرين و السفر و الضوء يتخلل الذقن و العينين بشدة أتراه يشي بي ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق