" متلازمة الأشجار "
أنت تقف وحدك في وجه كل شيء رغم أنك تملك أصدقاء طيبين يمسحون دموعك و وجهك المبلل بالحزن و الفقد بأكمامهم و أصابعهم الرفيعة، التي "كأنما خلقت لتنقية الأحلام . "
تقف في وجه الذاكرة و الوقت وحدك ، تلغي الذاكرة الوقت. تفقده قوته ، يتضاءل أمامها بعدما كان نسرًا جارحًا ، يتساقط جناحيه و يصبح عاريًا وتظل هي .
وقفت على رأس الجبل أنا وماري ليضيق نفسي ثم أعود لمنطقة أقل ارتفاعًا فيتسع ، انتقال خفيف و وهمي من الضيق للسعة ليعيق الذاكرة أيضًا . صادفت هناك فتاة تحمل رواية ضخمة ، لمحت في تقديمها الكلمات التالية : " فتاة الورق التي تخرج من قلب الكتاب و تصير في حياة الكاتب " ، كانت ماري تقرأ أيضًا ثم ضحكت و قالت لي : فتاة الورق مثلك !
غضبت .. ،
أنا لست فتاة الورق . قلت لها : أنا الفتاة الشجرة
.
يبوح الناس بأشيائهم لك حينما يجدون فيك القدرة على تصورها ، و أحيانًا لأن خيالك يذهلهم ، قلت لهدى أن الشجر العاري على الطريق يشبه الجثث المصلوبة ، وأن المقطوع منها يشبه أن يتركنا أحد ، ينتهي كل شيء " الضي و الفي " و يظل آخر الجذع ، و الجذور تمسك في أعماقك كمخلب . و أحيان أخرى يصير آخر الجذع مقعدًا .
يبوح الناس بأشيائهم لك حينما يجدون فيك القدرة على تصورها ، و أحيانًا لأن خيالك يذهلهم ، قلت لهدى أن الشجر العاري على الطريق يشبه الجثث المصلوبة ، وأن المقطوع منها يشبه أن يتركنا أحد ، ينتهي كل شيء " الضي و الفي " و يظل آخر الجذع ، و الجذور تمسك في أعماقك كمخلب . و أحيان أخرى يصير آخر الجذع مقعدًا .
يشبه الذكرى التي تمر فنستريح إليها رغم أنها مدعاة للبكاء .
بصي ، أنا مش عايزه أقولك كلامك بيعمل فيا إيه بس
ربنا موجود * تقول الفتاة التي أصرت أن تعرفني لأني فلسطينية و لأن الوعي الجمعي
لدينا سيضيف لها شيء ، "لأن "الألم في حروفك بيخترقني و انا بقدر ده و بحس بده
يشد الألم الآخرين
إلينا حقًا ، لا محض مصادفة ، ولا أقصد بهذا أن الألم بحد ذاته ميزه ، لكنه
يصقل النفس ، يهذبها ، يدنيها من الله يعلمها معنى أن يكتب جبران خليل جبران
" زاهدا فيما سيأتي ناسيا ما قد مضى " .
انتظر أن يفتح لي أحدهم باب البناية و أمي برفقتي .كعادتي أنسى المفاتيح المهم أن أخرج للعالم ليس المهم كيف سأرجع للديار .جلست أمي على أحد الجذوع المقطوعة و المغروسة في الرصيف . شعرت أنها تؤكد على الفكرة و كأنها تقول أني على صواب .
بعد يومين فقط ، قالت ونحن نسير : جذوع الشجر التي لم يستطع الإنسان اقتلاعها بعدما قطع الشجر تشبه أناس يمدون أياديهم ، واقفين في أماكنهم ، عاجزين عن الحراك نادمين في الوقت ذاته . ضحكت، أعتقد أني الآن على الأقل أفهم سبب إصابتي بمتلازمة الأشجار . يقولون
انتظر أن يفتح لي أحدهم باب البناية و أمي برفقتي .كعادتي أنسى المفاتيح المهم أن أخرج للعالم ليس المهم كيف سأرجع للديار .جلست أمي على أحد الجذوع المقطوعة و المغروسة في الرصيف . شعرت أنها تؤكد على الفكرة و كأنها تقول أني على صواب .
بعد يومين فقط ، قالت ونحن نسير : جذوع الشجر التي لم يستطع الإنسان اقتلاعها بعدما قطع الشجر تشبه أناس يمدون أياديهم ، واقفين في أماكنهم ، عاجزين عن الحراك نادمين في الوقت ذاته . ضحكت، أعتقد أني الآن على الأقل أفهم سبب إصابتي بمتلازمة الأشجار . يقولون
" إقلب الجرة على تمها تطلع البنت لأمها "
أنا كأمي حينما نفكر ، لكن ليس حينما نحب ، تتفوق الأمهات علينا ، إنهن السبيل الوحيد و الأبدي نحو الله ، صوب الحقيقة و ذواتنا و اتساع السماء .
أهرب من البكاء ، و" مشارف الاكتئاب " بالكتابة مثلما تقول رضوى عاشور .
أقف عند التعبير طويلًا لم تقل رضوى انها اكتئبت ، لم تجزم بوقوع الشيء . قالت: مشارف أي قد يحدث و قد تتغلب عليه قبل أن يقع أصلًا . كيف تجزم به وهي التي " تكره تيئيس الناس " ، تكره أن يصاب الإنسان بالحزن فيعممه و يسقطه على الجميع !
أعرف أن الإنسان يهرب من التعب للشجر و أعرف أيضًا أن الورق جاء من الشجر نفسه و أنه في الحالتين منحنا هروبنا من تعبنا .
فتاة الورق أو الفتاة الشجرة كليهما كالآخر فلماذا غضبت ؟
لأني أعرف في أعماقي أني أكتب عوضًا عن شيء آخر . لا لفعل الكتابة بذاته ربما .
لم أفلت يدك لكني لم أرجع إليك . أنا أسير وحدي دائمًا .
السير الطويل يقوم الظهر تقول السيدة وفاء . ويصلح ما اعوج من فقرات عمودك يا بنت ، يسند القامة و تصيرين امرأة بأكتاف قائمة ينسدل عليها الثوب بجمال و هدوء .
تربط والدتي السيدة وفاء بين المرأة وكل الأشياء بطريقة فريدة من نوعها .
أنا كأمي حينما نفكر ، لكن ليس حينما نحب ، تتفوق الأمهات علينا ، إنهن السبيل الوحيد و الأبدي نحو الله ، صوب الحقيقة و ذواتنا و اتساع السماء .
أهرب من البكاء ، و" مشارف الاكتئاب " بالكتابة مثلما تقول رضوى عاشور .
أقف عند التعبير طويلًا لم تقل رضوى انها اكتئبت ، لم تجزم بوقوع الشيء . قالت: مشارف أي قد يحدث و قد تتغلب عليه قبل أن يقع أصلًا . كيف تجزم به وهي التي " تكره تيئيس الناس " ، تكره أن يصاب الإنسان بالحزن فيعممه و يسقطه على الجميع !
أعرف أن الإنسان يهرب من التعب للشجر و أعرف أيضًا أن الورق جاء من الشجر نفسه و أنه في الحالتين منحنا هروبنا من تعبنا .
فتاة الورق أو الفتاة الشجرة كليهما كالآخر فلماذا غضبت ؟
لأني أعرف في أعماقي أني أكتب عوضًا عن شيء آخر . لا لفعل الكتابة بذاته ربما .
لم أفلت يدك لكني لم أرجع إليك . أنا أسير وحدي دائمًا .
السير الطويل يقوم الظهر تقول السيدة وفاء . ويصلح ما اعوج من فقرات عمودك يا بنت ، يسند القامة و تصيرين امرأة بأكتاف قائمة ينسدل عليها الثوب بجمال و هدوء .
تربط والدتي السيدة وفاء بين المرأة وكل الأشياء بطريقة فريدة من نوعها .
أخذني حديثها هذا
لمشهد قديم في بيتنا حينما سكنا مكة المكرمة . لم أنسه . تقف ، و
تستمع
لأغنية قديمة في الحجرة المعتمة إلا من ضوء خفيف يجيء من خارجها . تقف في منتصف
الحجرة وحيدة و ترقص و الثوب الأسود المقلم على جنابته بالأبيض يتسع و يضيق يروح
معها و يجيء و أنا أقف إلى الحائط لا تنتبه لوجودي لفرط ما فعلت بها الأغنية .
ولكني أنتبه ، أتذكر جيدًا، أستحضر المشهد بدقه و الضوء كلما عادت لموضعها يشتد و
حينما تبتعد تسود العتمة ولو أني استطيع أن أرسم لرسمت المشهد.
لم أقل لها أني
تذكرت كيف كان ينسدل الثوب على أكتافها
بجمال و صخب.وصفها السابق للسير كان يشبه تصوري عن
الوحدة ، لا طرقات المشي يصنع الطرقات هكذا
يقولون ولا غياب الذاكرة تجلب الآخرين أقول .
يقولون ولا غياب الذاكرة تجلب الآخرين أقول .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق