يُقال في بلادنا عن شهر شباط " شباط الخباط " لأنه
دائما ما يباغتنا بالشتاء مجددًا بعدما مال للربيع ، فينهش البرد أجسادنا بعد أن
سكن بالدفء و اطمئن.
ويعني "شباط " في لغة السريانيين الجلد و الضرب .
لكني أذكر جيدًا أن شباط هذا العام كان أقرب للربيع ، لقد نور اللوز فيه مبكرًا.
قررت أن أسميك شباط .. ما رأيك ؟
ويعني "شباط " في لغة السريانيين الجلد و الضرب .
لكني أذكر جيدًا أن شباط هذا العام كان أقرب للربيع ، لقد نور اللوز فيه مبكرًا.
قررت أن أسميك شباط .. ما رأيك ؟
ألست تشبهه؟
فكرت في أن أقول لك " حبيبي شباط " ، ها أنا أجرب لفظها و أسمعها كلمة واحدة كاملة ،واسعة و عظيمة . لكنك لا تقف أبدًا لأستند إليك أصلا و هذه المفردة تخرج بكل الثقل الذي يوجعني أجل لكنه يجعلني أتزن في الوقت ذاته .
كبرت بيسان الصغيرة و هي تقف على أعتاب الأبجدية الآن ، لقد صحبتها البارحة لمدرستها الابتدائية ، و شعرت بالغرابة ، يا إلهي كيف ينزلق العمر من بين يدي الإنسان كقط خائف و لا يلتفت للوراء الذي نظل نحن فيه .
إن بناء هذه المدرسة أُقيم في الساحة ذاتها التي كانت فيها مدرستي الابتدائية والتي هدمت فيما بعد ، لقد كنت يومًا ما طفلة تشد أمي الشرائط على جدائلي كل صباح ثم أجلس تحت الشجرة العجوز العملاقة التي تخرج من البناء وكأنها تظلله ،تثبته و تحميه ، يستطيع المرء أن يدرك هذا بينما ينظر للبناية من مسافة بعيدة أو يقعد تحت الشجرة ذاتها .
أصبح المكان بارد و جاف ، لا شجرة عجوز هذه المرة !
حتى أني رأيت معلمة الرياضيات و لم تتعرف علي ، هذا هو بالضبط الوجه الحقيقي للحياة يا شباط ، تنسانا مهما أنصتنا و مددنا أيادينا في الليالي الظلماء ، تهملنا بعد فترة و قد لا تعود لتعرفنا من جديد لنقبع في مجاهلها .
تحدثت إلي صديقتي قبل أيام،
فكرت في أن أقول لك " حبيبي شباط " ، ها أنا أجرب لفظها و أسمعها كلمة واحدة كاملة ،واسعة و عظيمة . لكنك لا تقف أبدًا لأستند إليك أصلا و هذه المفردة تخرج بكل الثقل الذي يوجعني أجل لكنه يجعلني أتزن في الوقت ذاته .
كبرت بيسان الصغيرة و هي تقف على أعتاب الأبجدية الآن ، لقد صحبتها البارحة لمدرستها الابتدائية ، و شعرت بالغرابة ، يا إلهي كيف ينزلق العمر من بين يدي الإنسان كقط خائف و لا يلتفت للوراء الذي نظل نحن فيه .
إن بناء هذه المدرسة أُقيم في الساحة ذاتها التي كانت فيها مدرستي الابتدائية والتي هدمت فيما بعد ، لقد كنت يومًا ما طفلة تشد أمي الشرائط على جدائلي كل صباح ثم أجلس تحت الشجرة العجوز العملاقة التي تخرج من البناء وكأنها تظلله ،تثبته و تحميه ، يستطيع المرء أن يدرك هذا بينما ينظر للبناية من مسافة بعيدة أو يقعد تحت الشجرة ذاتها .
أصبح المكان بارد و جاف ، لا شجرة عجوز هذه المرة !
حتى أني رأيت معلمة الرياضيات و لم تتعرف علي ، هذا هو بالضبط الوجه الحقيقي للحياة يا شباط ، تنسانا مهما أنصتنا و مددنا أيادينا في الليالي الظلماء ، تهملنا بعد فترة و قد لا تعود لتعرفنا من جديد لنقبع في مجاهلها .
تحدثت إلي صديقتي قبل أيام،
تراودها كل ذكرياتها التعيسة منذ وقعت في الحب ، قلت لها أننا حينما نصادف شيئا جميلًا تراودنا الذكريات التعيسة و لا بأس في هذا لأن الجمال يخيط الجراح بل يشدها على صاحبها و نكأ الجراح جزء من لمها . تلتئم ثم تبتلع كل ما فات معها لتظل الندبات .. قناديل الوجوه المطفأة و دليل القلوب .
أنا لا أعرف بالضبط ما لذي كنته في حياتك ، لم أعد أرغب بأن أعرف حتى .
أتعرف لقد قرأت قبل ايام أن تسلق جبال الهمالايا للوصول لقمة "إيفرست" يودي بحياة المئات سنويًا . تبقى الجثث ، لا تتحلل لأن الجو شديد البرودة ، تظل الأيادي التي أثقلها تسلق الجبال ملقاة في وجه كل متسلق جديد ، لكنه يمضي نحو وجهته على أي حال ، لا يحاول أحد المتسلقين مساعدة من سقط لأن محاولة هذا ستودي بحياته أيضًا. و هذا ما أعتقد أننا فعلناه . لقد سقطتُ أنا هناك ثم ظللت أمد يدي لوقت ليس بطويل ، ثم رددت يدي إلي و مت سريعًا كما تعرف . و مضيت أنت نحو وجهتك و حينما قررت الالتفات للخلف فجأة لم تجد شيئًا يستحق الالتفات. جثة باردة بعينين شاخصتين ، يذكرك أنك دائمًا قادر على المضي دون أحد يا شباط .
لا أعرف مالذي يفترض أن يربط الاموات بالأحياء؟
لا شيء إلا الذكريات
الحادة ، و الحب ليس شيء تتذكره بل تعيشه و تتحسسه مثلما تتحسس ملامح وجهك
كل صباح و أنتَ تغسله بالماء ثم تبحث عن أمك في قصد لإيجاد معنى للوجود بعينه لا
لأنك تبحث عنها .. أتفهم ما أقول ؟
إلى اللقاء الآن ، لا تخف ، دائما ستصلك رسالة من عالم الأموات أكتبها لك .. من بين الوعر و الثلوج و وجوه الغرباء و الجثث النظيفة التي ستظل هناك للأبد مثلي جزء من الجبل بل الجبل ذاته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق