الثلاثاء، 12 سبتمبر 2017

آمنة تهرب


آمنة تحب قص القصص لتهرب من الوحش الذي قد تصيره إن هي غرقت في أطراف العالم ، لا تعرف الآن مالذي يجب أن تحكيه بالضبط ومالذي يجب أن يظل مدفونًا داخلها. 

قال لها صديق قبل أيام ممازحا :اكتبي شيئًا للقهوة ، لكنها أجابت بيقين تام بأنها لن تفرط بإحساسها  و توزعه في كلمات . 
قررت مرة أن تستجدي العاطفة في قلب خالها لأنها بلا أب ، و أخذت تتخيل كم هو دافىء أن يكافئها بأن يضمها لصدره ويغلق سترته عليها مثلما أخبرتها صديقة لها أن أباها يفعل . 
"يدس رأسها في سترته العابقة برائحة التبغ و يسألها بصوت كالموقد المبحوح  : أدفى صح؟"  ويفرك يديه ببعضهما كأن اليدين تعانقان ما تسرب من أنفاس ابنته . 



كتبت آمنه قصة و ظلت تنتظر ثلاث ليال أن تحصل على عناق او بضع كلمات -طالما رأت وجهه طيب و عذب كصفحة النهر في أرض خضراء - و هو يدخن أيضًا كل ما يلزمها الآأن يدس رأسها في صدره ، وبعدما مرت الأيام الثلاث كأطول شيء في الحياة ، يطول  دون أ ينتهي  ، صارت آمنه بلا رقبة يتألف جسدها من الصدر ثم الرأس لا رقبة لتساعد على العناق .
دست رأسها في القصة و بكت كما لم تفعل من قبل ، وحينما استيقظت صباحًا كانت رقبتها قد انبثقت من جديد لتصلح للعناق الذي لم تعد تنتظره و حينما أقبل الخال عليها ببضع كلمات لم تفهمها جيدًا.



كل ما تذكره أن شفتاه كانتا تتحركان كشيء سريع وعابر وبلا معنى وصوته كان يضيع في الهواء كشيء مزعج ولم يعد وجهه طيب و عذب بل لزج بعض الشيء .
لم تبك هذه المرة و عادت للانشغال بكيفية الهرب من الوحش الذي قد تصيره.. فتكتب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق